التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢١٧
ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك شئ اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته " (1). (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
قال: " إيانا عنى " (2). يعني العدل الذي في أيديكم. وفي رواية " إذا ظهرتم " (3). (إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا).
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). قال: " إيانا عنى خاصة، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا " (4). وفي حديث جابر: " لما نزلت هذه الآية قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولوا الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي محمد وكنيي (5)، حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان. قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال: إي والذي بعثني بالنبوة، إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس، وإن تجلاها (6) سحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله، فاكتمه إلا عن

١ - الكافي ٢: ١٠٥، الحديث: ١٢ عن أبي عبد الله عليه السلام.
٢ - الكافي ١: ٢٧٦، الحديث: ١، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - العياشي ١: ٢٤٧، الحديث: ١٥٤، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - الكافي ١: ٢٧٦، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام.
5 - في " الف " و " ب ": " كنيتي ".
6 - في المصدر: " تجللها " أي: تعلوها وتعمها ولعله الأنسب.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست