قد غنم أصحابنا، ونحن نبقى بلا غنيمة. فقال لهم: اتقوا الله فإن رسول الله قد تقدم إلينا ألا نبرح، فلم يقبلوا منه وأقبلوا ينسل رجل فرجل حتى أخلوا مراكزهم، وبقي " عبد الله " في اثنى عشر رجلا، فانحط (1) " خالد بن الوليد " وفرق أصحابه وبقي في نفر قليل، فقتلهم على باب الشعب، وأتى المسلمين من أدبارهم، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هزيمة عظيمة، فكشف رسول الله البيضة عن رأسه وقال: إلي أنا رسول الله، إلى أين تفرون؟ عن الله وعن رسوله؟ ولم يبق معه إلا أبو دجانة وعلي عليه السلام، فلم يزل علي يقاتلهم حتى أصابه في وجه ورأسه ويديه وبطنه ورجليه سبعون جراحة ". كذا ورد (2).
(إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا): أن تجبنا وتضعفا (والله وليهما):
ناصرهما (وعلى الله فليتوكل المؤمنون): فليعتمدوا عليه في الكفاية.
(ولقد نصركم الله ببدر) هو ما بين مكة والمدينة (وأنتم أذلة). قال: " وما كانوا أذلة، وفيهم رسول الله وإنما نزل وأنتم ضعفاء " (3). وفي رواية: " ليس هكذا أنزلها الله، إنما أنزلت وأنتم قليل " (4).
أقول: لعل المراد أنها نزلت بهذا المعنى. وورد: " إن عدتهم كانت ثلاثمائة وثلاثة عشر " (5).
(فاتقوا الله) في الثبات (لعلكم تشكرون) ما أنعم به عليكم.
(إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين).