(ها أنتم أولاء) الخاطئون في موالاة الكفار (تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتب كله) كتابكم وكتابهم، وهم لا يؤمنون بكتابكم. فيه توبيخ بأنهم في باطلهم أصلب منكم في حقكم. (وإذا لقوكم قالوا آمنا) نفاقا وتغديرا (وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ) تأسفا وتحسرا، حيث رأوا إيتلافكم واجتماع كلمتكم ولم يجدوا إلى التشفي سبيلا. (قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور).
(إن تمسسكم حسنة): نعمة من ألفة (1) أو ظفر على الأعداء (تسؤهم وإن تصبكم سيئة): محنة (يفرحوا بها وإن تصبروا) على عداوتهم (وتتقوا) موالاتهم و مخالطتهم (لا يضركم كيدهم شيئا) لما وعد الله الصابرين والمتقين من الحفظ (إن الله بما يعملون محيط).
(وإذ غدوت): واذكر إذ غدوت (من أهلك تبوئ المؤمنين): تهيئ لهم (مقعد للقتال): مواقف وأماكن له (والله سميع) لأقوالكم (عليم) بنياتكم.
" كان ذلك في غزوة أحد حين خرجت قريش من مكة يريدون حربه فخرج يبتغي موضعا للقتال، وكان عبأ (2) أصحابه، وكانوا سبعمأة رجل، فوضع " عبد الله بن جبير " في خمسين من الرماة على باب الشعب (3)، وأشفق أن يأتيهم كمينهم من ذلك المكان، فقال لهم: لا تبرحوا من هذا المكان والزموا مراكزكم. فلما انهزمت قريش ووقع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سوادهم ينهبون (4)، قال أصحاب " عبد الله بن جبير " لعبد الله: