التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٦٨
في الخيرات). وصفهم بصفات ليست في اليهود. (وأولئك من الصالحين).
(وما يفعلوا من خير فلن يكفروه): فلن يضيع ولا ينقص ثوابه. سمى ذلك كفرا كما سمى توفية الثواب شكرا. ورد: " إن المؤمن مكفر، وذلك أن معروفه يصعد إلى الله فلا ينتشر في الناس، والكافر مشكور (1)، وذلك أن معروفه للناس ينتشر في الناس ولا يصعد إلى السماء " (2). (والله عليم بالمتقين). بشارة لهم وإشعار بأن التقوى مبدأ الخير.
(إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولدهم من الله شيئا وأولئك أصحب النار هم فيها خلدون).
(مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر): برد شديد (أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم) بالكفر والمعصية (فأهلكته) عقوبة لهم. شبه ما أنفقوا في ضياعه بحرث كفار ضربته برد شديد من سخط الله، فاستأصلته ولم يبق (3) لهم فيه منفعة في الدنيا ولا في الآخرة. (وما ظلمهم الله) أي: المنفقين بضياع نفقاتهم (ولكن أنفسهم يظلمون) لما لم ينفقوها بحيث يعتد بها.
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة): وليجة (4)، وهو الذي يعرفه الرجل أسراره ثقة به. شبه ببطانة الثوب، كما يشبه بالشعار. (من دونكم): من دون المسلمين (لا يألونكم خبالا): لا يقصرون لكم في الفساد (ودوا ما عنتم): تمنوا عنتكم، وهو شدة الضرر والمشقة (قد بدت البغضاء من أفواههم) أي: من كلامهم، لأنهم لا يتمالكون أنفسهم لفرط بغضهم (وما تخفى صدورهم أكبر) مما بدا (قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون).

١ - الكافي: " مشهور " بدل: " مشكور ".
٢ - علل الشرايع ٢: ٥٦٠، الباب: ٣٥٣، الحديث: ١، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٣ - في: " الف ": " لم تبق ".
٤ - وليجة الرجل: بطانته ودخلاؤه وخاصته وما يتخذه معتمدا عليه. مجمع البحرين ٢: ٣٣٥، و لسان العرب ٢: ٤٠٠ (ولج).
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست