التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٦٧
(كنتم خير أمة). الكون فيها يعم الأزمنة (1). ورد: " إنها نزلت خير أئمة " (2). وفي رواية: " أنتم خير أمة - بالألف - نزل بها جبرئيل، وما عني بها إلا محمدا وعليا والأوصياء من ولده " (3). (أخرجت): أظهرت (للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) إيمانا بالله وتصديقا به وإظهارا لدينه (ولو آمن أهل الكتب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) المتمردون في الكفر.
(لن يضروكم إلا أذى): ضررا يسيرا كطعن وتهديد (وإن يقتلوكم يولوكم الادبار): ينهزموا ولا يضروكم بقتل وأسر (ثم لا ينصرون): لا أحد يدفع بأسكم عنهم وكان الامر كذلك.
(ضربت عليهم الذلة) فهي محيطة بهم إحاطة البيت المضروب على أهله (أين ما ثقفوا): وجدوا (إلا بحبل من الله وحبل من الناس). قال: " الحبل من الله كتاب الله، والحبل من الناس علي بن أبي طالب عليه السلام " (4). (وباء وبغضب من الله): رجعوا به مستوجبين له (وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون). قال: " والله ما قتلوهم بأيديهم، ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها، فأخذوا عليها، فقتلوا، فصار قتلا واعتداءا ومعصية " (5).
(ليسوا سواء) في دينهم (من أهل الكتب أمة قائمة) على الحق وهم الذين أسلموا منهم (يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) يعني يتلونها في تهجدهم.
(يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسرعون

١ - في " ج ": " جميع الأزمنة ".
٢ - العياشي ١: ١٩٥، الحديث: ١٢٨، والقمي ١: ١١٠، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٣ - المناقب (لابن شهرآشوب) ٤: ٢، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - العياشي ١: ١٩٦، الحديث: ١٣١، وتفسير فرات الكوفي: ٩٢، الحديث: ٧٦، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٥ - الكافي ٢: ٣٧١، الحديث: 6، والعياشي 1: 196، الحديث: 132، عن أبي عبد الله عليه السلام. و في العياشي: " وما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم ".
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست