التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٨١
الله هم الأئمة، وهم والله درجات للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى، والذين باؤوا بسخط هم الذين جحدوا حق على والأئمة منا أهل البيت " (1). وقال: " الدرجة ما بين السماء والأرض " (2).
(لقد من الله): أنعم الله (على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم): عربيا مثلهم ليفهموا كلامه بسهولة (يتلوا عليهم آياته ويزكيهم): يطهرهم من سوء العقايد والأخلاق والأعمال (ويعلمهم الكتب والحكمة): القرآن والسنة (وإن كانوا): وإنه كانوا (من قبل): قبل بعثه (لفي ضلل مبين).
(أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها). الهمزة للتقريع والتقرير. قال " كان المسلمون قد أصابوا ببدر مأة وأربعين رجلا: قتلوا سبعين وأسروا سبعين، فلما كان يوم أحد أصيب من المسلمين سبعون، فاغتموا لذلك فنزلت " (3). (قلتم أنى هذا): من أين هذا أصابنا وقد وعدنا الله النصر؟ (قل هو من عند أنفسكم) قال: " باختياركم الفداء يوم بدر " (4). القمي: وكان الحكم في الأسارى يوم بدر، القتل، فقامت الأنصار فقالوا:
يا رسول الله هبهم لنا، ولا تقتلهم حتى نفاديهم، فنزل جبرئيل فقال: إن الله قد أباح لهم الفداء أن يأخذوا من هؤلاء القوم ويطلقوهم على أن يستشهد منهم في عام قابل بقدر من يأخذون منه الفداء فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الشرط، فقالوا: قد رضينا به نأخذ العام الفداء من هؤلاء ونتقوى به ويقتل منا في عام قابل بعدد من نأخذ منه الفداء وندخل الجنة. فأخذوا منهم الفداء وأطلقوهم، فلما كان يوم أحد قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعون، فقالوا: يا رسول الله ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟

١ - الكافي ١: ٤٣٠، الحديث: 84، والعياشي 1: 205، الحديث: 149، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - العياشي 1: 205، الحديث: 150، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
3 - المصدر، الحديث: 151، عن أبي عبد الله عليه السلام.
4 - مجمع البيان 1 - 2: 533، عن أمير المؤمنين وأبي جعفر عليهما السلام.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست