القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٢٣
تركه وهضمه واهتضمه وتهضمه ظلمه وتهضمت نفسي رضيت بدون النصفة ولحقه في هذا هضمه ظلم (ولكن يعطى كل ما يستحق) أي يستوجب بحيث لا يميل عن قانون العدالة المحمودة إلى أحد الطرفين المذمومين (واختصصت كتاب الجوهري) أي اخترت لنفسي المشي على طريق صحاح الجوهري ومتابعة نصوصه وقوانينه (من بين) جميع (الكتب اللغوية) على تكثيرها فأوردت كتابي على منواله هذا ما قرره غير واحد هنا والذي يظهر ان المراد من فحواه انه خص كتاب الجوهري بالاعتراض عليه وبيان الأوهام الواقعة فيه وإن كان ما وقع فيه وقع لم قبله أو بعده أو معه أو وقع له ما هو أفحش منه فلا يعترض لغيره بل يخصه بالملام لكون كتابه مرجع الخاص والعام كما يدل على ذلك قوله (مع ما في غالبها من الأوهام) جمع وهم وهو الغلط (الواضحة) أي الظاهرة (والأغلاط الفاضحة) من فضح وهو كشف العيوب والفضيحة العيب وفضحته كشفته (لتداوله) بين الناس أي لدورانه بينهم وتنقله في أيديهم يقال تداول القوم الشئ إذا حصل في يد هذا تارة وفى يد هذا أخرى ودالت الأيام تدول مثل دارت تدور ورنا ومعنى (واشتهاره) عندهم بخصوصه) أي دون بقية كتب اللغة على جمومها وكثرة وجودها ما بين مختصر ومطول (واعتماد المدرسين على نقوله) جمع نقل مصدر مقلته نقلا حولته من موضع إلى موضع وانتقل تحول والمراد هنا ما ينقله عن استعمال العرب (ونصوصه) جمع نص من نص الشئ رفعه وسمى به لأنه مرفوع الرتبة على غيره فكان التنبيه على ما وقع فيه من السقطات والأوهام أهم لكونه مظنة وقوع الاعلام فيه لاقتصارهم في تعويلهم واعتمادهم عليه ورجوعهم فيما يحتاجونه من اللغة في فنونهم إليه وذلك أهم من التصدي لتعقب غيره فيما كان وقع فيه من الخطا والخلل وإن كان أفحش لعدم تداول الناس له وعدم اعتمادهم عليه فان هاتيك الكتب المهجورة لا يراجعها المدرسون من الفقهاء والمفسرون والمحدثون غالبا وانما يراجعها علماء اللغة والواحد منهم إذ وقف على هفوة أو كبوة أدركها ببادئ الأى لكونه فنه الذي مارسه وأفنى زمنه وأما غيرهم فلا يراجع الا لعروض حاجة إليه في فنه وهم قد اكتفوا في ذلك بالصحاح (وهذه اللغة الشريفة) قال السيد مرتضى من هنا قوله. كتابي هذا ساقط من بعض النسخ وهو ثابت عندنا (لم تزل ترفع العقيرة) أي الصوت مطلقا أو خاصة بالغناء (غريدة) من غرد الطائر تغريدا رفع صوته وطرب به (بأنها) البان شجر معروف أي لم تزل حمامة أشجارها المغردة ترفع صوتها بالغناء (وتصوغ) أي تهئ وتصلح (ذات طوقها) قال شيخنا ولا يخفى ما في حذف المشبه وذمر بعض أنواع المشبه به كالغريدة وذات الطوق من الاستعارة بالكناية والتخلية والترشيح وقد يدعى اثبات المشبه أولا حيث صرح باللغة الشريفة فتكون الاستعارة تصريحية وفيه الجناس المحرف الناقص وايراد المثل وغير ذلك (وان دارت الدوائر) أي أحاطت النوائب والحوادث وقوله (وأخنت) أي أهلكت واستولت (على نضارة) بفتح النون النعمة وحسن المنظر وقوله (تذويها) أي تجففها (حتى لا لها اليوم دارس) أي قارئ ومشتغل (سوى الطلل) محركة ما شخص من آثار الدار (في المدارس) جمع مدرسة لموضع الدراسة و (الصدى) الصوت الذي يسمع من أركان السقوف والباب إذا وقع صياح في جوانبها (أعلامها) علاماتها (الدوارس) التي درست وعفت وكأن هذا مبالغة في الاعراض عن العلم وطلبه (لم يتصوح) أي لم يتشقق ولم يجف (في عصف) أي هب (تلك البوارح) أي الرياح الشديدة الحارة والمراد بها تلك الحوادث كما أن المراد بقوله (نبت تلك الأباطح) اللغة وأهلها على وجه الاستعارة التخييلية والمكنية والترشيحية (ولم تستلب) أي لم تختلس وتنتزع (الأعواد المورقة عن آخرها) أي الأغصان التي نبت عليها ورقها (وان أذوت) أي أيبست حركات (الليالي غرسا) جمع غرس أو مفرد بمعنى المغرس (ولا تتساقط عن عذبات) جمع عذبة محركة وهى الطرف وعذبة
(٢٣)
مفاتيح البحث: الطيران، الطير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»