التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٨٠
ورد: " لا وحدة أوحش من العجب ولا مظاهرة أوثق من المشاورة " (1). " من شاور الرجال شاركها في عقولها، من استبد برأيه هلك " (2). (فإذا عزمت فتوكل على الله) في إمضاء أمرك على ما هو أصلح لك، فإنه لا يعلمه سواه (إن الله يحب المتوكلين) فينصرهم و يهديهم إلى الصلاح.
(إن ينصركم الله فلا غالب لكم): فلا أحد يغلبكم (وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده): لا ناصر لكم من بعد الله إذا جاوزتموه، أو من بعد خذ لأنه (وعلى الله فليتوكل المؤمنون): فليخصوه بالتوكل لما آمنوا به وعلموا أن لا ناصر سواه.
(وما كان لنبي أن يغل): وما صح لنبي أن يخون في الغنائم، فإن النبوة تنافي الخيانة. والغلول: أخذ الشئ من المغنم في خفية. ورد: " إن قطيفة حمراء فقدت من الغنيمة يوم بدر، فقال رجل من الأصحاب: ما أظن إلا رسول الله أخذها، فنزلت، فجاء رجل فقال: إن فلانا غل قطيفة فأحفرها هنالك، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحفر ذلك الموضع، فأخرج القطيفة " (3). (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة). قال: " إنه يراه يوم القيامة في النار ثم يكلف أن يدخل إليه فيخرجه من النار " (4). (ثم توفى كل نفس ما كسبت):
تعطى جزاء ما كسبت وافيا (وهم لا يظلمون).
(أفمن اتبع رضوان الله) بالطاعة (كمن باء): رجع (بسخط من الله) بالمعصية (ومأواه جهنم وبئس المصير).
(هم درجت عند الله والله بصير بما يعملون). قال: " الذين اتبعوا رضوان

1 - التوحيد (للصدوق): 376، الباب: 60، ذيل الحديث: 20، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونهج البلاغة (لصبحي الصالح): 488، الحكمة: 113.
2 - نهج البلاغة (لصبحي صالح): 500، الحكمة: 161، مع تقدم وتأخر.
3 - القمي 1: 126، وفيه: " فأخبأها " بدل: " فأحفرها ".
4 - المصدر: 122، عن أبي جعفر عليه السلام.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست