تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٣٨٨
وكما قال امرؤ القيس:
أفاطم مهلا بعض هذ التدلل * وإن كنت قد أزمعت صرما فأجملى ومن أحسن ما قيل في باب المتاركة والمهاجرة * بيت التي ضربت بيتا مهاجرة * وهو وإن كان منكرا لكنه عند أهل المعرفة مشهور في البين، وهو بيت واحد لكن يظهر حسنه في بيتين، وما أحرى هذا العازم على ذلك الإزماع الآتي في مقام الوصل بالفصل وكمال الانقطاع أن ينشد ما قيل:
إن كنت أزمعت على هجرنا * من غير ما جرم فصبر جميل وإن تبدلت بنا غيرنا * فحسبنا الله ونعم الوكيل (وغير مقلد وموشمات * صلين الضوء من صم الرشاد) في سورة الحجرات عند قوله تعالى (أولئك هم الراشدون) والرشد: الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه من الرشادة، وهى الصخرة، وكل صخرة رشادة. يصف صلابة النوق وقوتها على السير بحيث يظهر شرر من الأحجار في سيرها. وأنها اليعملات غير المقلدات والموشمات المنحر. والقلد: الوتر لأنه يقلد منه الحبل: أي يعلق. والموسمات: الأثافي لأن النار أثرت فيها تأثير الوشم في الجلد. وصلين من صلى النار أو صلى بها: إذا احترق، ويحتمل أن الشاعر عنى بذلك خلو الدار من الآثار من قبيل: * ثلاث الأثافي والديار البلاقع * أي لم يبق في الدار إلا الوتد والأثافي.
(هل أغدون في عيشة رغيد * والموت أدنى لي من الوريد) في سورة ق عند قوله تعالى (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) وهو مجاز، والمراد قرب علمه، وحبل الوريد مثل في فرط القرب كقولهم: هو منى مقعد القابلة، ومعقد الإزار. والبيت لذي الرمة. وحب الوريد:
عرق في الحلق شبه بواحد الحبال، ألا ترى إلى قوله: * كأن وريديه رشآ أخلب * والوريدان: عرقان مكتنفان لصفحتي العنق في مقدمها متصلان بالوتين، وسمى وريدا لأن الروح ترده والإضافة للبيان لأن الحبل هو الوريد. - (لما حططت الرحل عنها واردا * علفتها تبنا وماء باردا) في سورة الذاريات عند قوله تعالى (وفى موسى) من حيث إنه معطوف على ما قبله بنحو عشرين آية وهو قوله (وفى الأرض آيات للموقنين) على معنى وجعلنا في موسى آية من قبيل: علفتها تبنا الخ: أي علفتها تبنا وسقيتها ماء باردا، ونحوه: * وزججن الحواجب والعيونا * أي وكحلن العيونا.
قريب الكلابي الذي يبتغى القرى * وأمك إذ تحدى عليك قعودها (فباتت تعد النجم في مستحرة) * سريع بأيدي الآكلين جمودها في سورة النجم عند قوله تعالى (والنجم) إذا أريد به جنس النجوم. المستحرة الجفنة الممتلئة: أي نظرت في هذه الجفنة فرأيت فيها النجوم لعظمها، وقوله سريع يريد أن الوقت كان وقت الشتاء فكان يجمد دسمه على أيدي الآكلين.
(مفرشي صهوة الحصان ولكن * قميصي مسرودة من حديد) في سورة القمر عند قوله تعالى (على ذات ألواح ودسر) أراد السفينة وهى من الصفات التي تقوم مقام
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»
الفهرست