تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٧١
لا يجامعن في الحيض فيكون المراد بالقرء الطهر. الشاعر وهو الأعشى يخاطب جارا له غازيا ويقول له: تجشم لتكلف نفسك كل عام غزوة وتوثق عليها عزيمة الصبر لتكثر فيها مال الغنيمة، وتريد الرفعة في الحي لما ضاع في تلك الأعوام من عدة نسائك. أراد أنه يخرج في كل سنة إلى الغزو ولا يغشى نساءه فتضيع أقراؤهن، واللام في لما كما في قوله تعالى (ليكون لهم عدوا وحزنا) وتوجيه الاستدلال أن المراد بالقروء الأطهار لأنها هي الضائعة على الزوج، إذ الزوجة في محل الاستمتاع بخلاف الحيض، والحق في الجواب أنه لا يلتزم من استعمال القرء بمعنى الطهر في شعر استعماله في كلامه تعالى بمعنى الطهر.
(إذا الشريب أخذته أكه * فخله حتى يبك بكه) في سورة آل عمران عند قوله تعالى (للذي ببكة) الشريب الذي يشرب معك ويسقى إبله معك. الأكة: سوء الخلق، والبكة: الازدحام. والمعنى: إذا الشريب أخذه سوء الخلق فدعه يبك إبله يخلها إلى الماء فتزدحم كيلا تتأذى إبله من شدة العطش.
(قليل التشكي للمهم يصيبه * كثير الهوى شتى النوى والمسالك) في سورة النساء عند قوله تعالى (ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) أي ضعيفا لا يعبأ به وهو إيمانهم بمن خلقهم مع كفرهم بغيره، أو أراد بالقلة العدم كقوله قليل التشكي الخ: أي عديم التشكي، أو إلا قليلا منهم قد آمنوا. والمعنى: أنه صبر على النوائب والعلات لا يكاد يشتكى منها أراد بالقلة العدم: أي عدم التشكي.
(وقد كان منهم حاجب وابن أمه * أبو جندل والزيد زيد المعارك) في سورة الكهف عند قوله تعالى (بالغداة والعشى) من حيث إن غدوة علم في أكثر الاستعمال وإدخال اللام على تأويل التنكير كما قال: والزيد زيد المعارك، ونحوه قليل في كلامهم، وحاجب هو ابن لقيط بن زرارة ومعنى زيد المعارك زيد الحروب أراد أنه مقدام شجاع.
(إن تك عن أحسن الصنيعة ماء * فوكا ففي آخرين قد أفكوا) هو لعروة بن أذينة. في سورة حم السجدة عند قوله تعالى (وحق عليهم القول في أمم) يعني كلمة العذاب، يريد في جملة أمم ومثل ما في هذه ما في قوله ففي آخرين، يريد فأنت في جملة آخرين: أي في عداد آخرين لست في ذلك بأوحد، ومثل ذلك قول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبغي مماتي عاجلا * تأهب لأخرى بعدها وكأن قد ومعنى البيت: إن لم توفق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا عن ذلك أيضا. والمؤتفكات: المدن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط، والمؤتفكات: الرياح تختلف مهابها، وتقول العرب: إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض.
حتى استغاثت بماء لا رشاء له * من الأباطح حافاته البرك (مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح خريق لضاحى مائه حبك) في سورة والذاريات عند قوله تعالى (والسماء ذات الحبك) وهي الطرائق مثل حبك في الرمل والماء: إذا
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»
الفهرست