بكسر اللام لبن المرأة خاصة، ويقال في لبن غيرها لبن. وعنى بأسحم داج: الليل، أي تحالفا في ليل شديد السواد، وقيل هو الرحم: أي تحالفا في ظلمة الأحشاء، وقيل غير ذلك. وقوله عوض لا نتفرق: أي أبدا، وهو ظرف للمستقبل تقول لا أفعله عوض العائضين، كما أن قط ظرف لاستغراق الزمان الماضي في قولك ما فعلته قط.
[فائدة] قال العسكري: نيران العرب بضع عشرة: نار القرى توقد للأضياف ليهتدى الطارقون إلى المنزل.
ونار الاستمطار كانوا إذا احتبس المطر عنهم يجمعون البقر ويعقدون في أذنابها وعراقيبها السلع والعشر ويصعدون بها في الجبل الوعر ويشعلون فيها النار ويزعمون أن ذلك من أسباب المطر. قال أمية بن أبي الصلت:
سلع ما ومثله عشر ما * عامل ما وعالت البيقورا وقال آخر: لا در در رجال خاب سعيهم * يستمطرون لدى الأزمات بالعشر أجاعل أنت بيقورا مسلعة * ذريعة لك بين الله والمطر ونار التحالف كانوا يعتقدون حلفهم عندها، ويذكرون منافعها ويدعون بالحرمان والمنع من خيرها على من ينقض العهد، وخصوا النار بذلك دون غيرها من المنافع لأن منفعتها تختص بالإنسان لا يشركه فيها شئ من الحيوان، قال أوس بن حجر:
إذا استقبلته الشمس صد بوجهه * كما صد عن نار المهول حالف ونار الطرد يوقدونها خلف من يمضي ولا يشتهون رجوعه، كما قال الشاعر:
وحمة أقوام حملت ولم تكن * لتوقد نارا خلفهم للتندم ونار الأهبة للحرب، كانوا إذا أرادوا حربا أوقدوا نارا على جبل ليبلغ الخبر أصحابهم فيأتون فإذا جد الأمر أوقدوا نارين، قال الفرزدق:
لولا فوارس تغلب ابنة وائل * نزل العدو عليك كل مكان ضربوا الصنائع والملوك وأوقدوا * نارين أشرفتا على النيران ونار الصيد توقد للظباء لتعشى إذا نظرت إليها ويطلب بها بيض النعام، قال طفيل:
عوارب لم تسمع بنوح حمامة * ولم تر نارا ثم حول محوم سوى نار بيض أو خزال بقفرة * أغن من الخنس المآخر نوم ونار الأسد كانوا يوقدونها إذا خافوه، وهو إذا رأى النار استهالها فشغلته عن السابلة. ونار السليم توقد للمسلوع والمجروح إذا برد وللمضروب بالسياط ولمن عضه الكلب الكلب لئلا يناموا فيشتد بهم الأمر حتى يؤديهم إلى الهلكة. قال الأعشى في نار المجروح:
أبا ثابت إنا إذا يسبقوننا * سيركب سد أو ينبه نائم مدامته يغشى الفراش رشاشها * ببيت لها ضوء من النار جاحم ونار الفدى، كان الملوك إذا سبوا القبيلة خرجت إليهم السادة للفداء والاستيهاب، فكرهوا أن يعرضوا النساء نهارا فيفتضحوا، وفي الظلمة فيخفى قدر ما يحبسون لأنفسهم من الصفي فيوقدون النار لعرضهن. قال الأعشى: