حديث: " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له " أي من لم يعزم عليه فينويه.
(على حين عاتبت المشيب على الصبا * فقلت ألما أصح والشيب وازع) في سورة هود عند قوله تعالى (ومن خزي يومئذ) حيث قرئ بفتح الميم لأنه مضاف إلى إذ وهو غير متمكن كقوله: * على حين عاتبت المشيب على الصبا * وهذه حالة كل ظرف لزم الإضافة إذا أضيف إلى غير متمكن، وأما جرها فظاهر لأنه اسم أضيف إلى ما قبله فكان مجرورا وهو معطوف على نجينا لأن تقديره ونجيناهم من خزي يومئذ.
(وأنكرتني وما كان الذي نكرت * من الحوادث إلا الشيب والصلعا) البيت للأعشى في سورة هود عند قوله تعالى (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم) يقال أنكرت الرجل:
إذا كنت من معرفته في شك، ونكرته: إذا لم تعرفه. يقول: إن المحبوبة شكت في معرفتي وما نكرت إلا الشيب والصلع فإنهما مبغوضان عندها. وفي نسبة هذا البيت للأعشى حكاية، قال أبو عبيدة: كنت حاضرا عند بشار ابن برد وقد أنشد شعر الأعشى، فلما سمع هذا البيت أنكره وقال: هذا بيت مصنوع وما يشبه كلام الأعشى، فعجبت من فطنة بشار وصحة قريحته وجودة نقده للشعر.
(وقد حال هم دون ذلك والج * مكان الشغاف تبتغيه الأصابع) في سورة يوسف عند قوله تعالى (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا) أي خرق حبه شغاف قلبها حتى وصل إلى الفؤاد والشغاف: حجاب القلب، وقيل جلدة رقيقة يقال لها لسان القلب إذا دخله الحب لم يخرج، وفي معناه:
يعلم الله أن حبك مني * في سواء السواد وسط الشغاف ويرحم الله ابن الفارض حيث يقول:
أنت في أسود الفؤاد ولكن * أسود العين يشتهي أن يراكا وما أحسن قوله: * ومن مقلتي سواء السواد * والبيت للنابغة من إحدى القصائد التي يعتذر بها إلى النعمان مما قذفه به الواشون، وبعده:
وعيد أبي قابوس في غير كنهه * أتاني ودوني راكس فالضواجع وقوله تبتغيه الأصابع: أي فلا تجده من شدة الكمون، وفيه مبالغة حسنة حيث جعل غير المحسوس مثله يطلب ويدرك، وقيل تبتغيه الأصابع: أي تلمسه أصابع الأطباء ينظرون أنزل عن ذلك الموضع أم لا، وإنما ينزل عند البرء.
(فلم تنسني أوفى المصيبات بعده) * ولكن نكاء القرح بالقرح أوجع في سورة يوسف عند قوله تعالى (يا أسفا على يوسف) حيث تأسف على يوسف دون أخيه ودون الثالث.
والرزء: الحادث أشد على النفس وأظهر أثرا، والحكمة في ذلك تمادي أسفه على يوسف، وأن الرزء فيه مع تقادم عهده كان غضا طريا عنده أخذ بمجامع قلبه، وأن الرزء فيه كان قاعدة مصيباته. قائله هشام قد فجع بأخيه