أنه صفة من صفات الذات لا تكيف ولا تحدد، وهذا ينسب إلى الأشعري، ووافقه ابن التين (56).
وقال الخطابي: لم يقع ذكر الأصبع في القرآن ولا في حديث مقطوع به، وقد تقرر أن اليد ليست بجارحة حتى يتوهم من ثبوتها ثبوت الأصابع، بل هو توقيف أطلقه الشارع، فلا يكيف ولا يشبه، ولعل ذكر الأصابع من تخليط اليهودي، فان اليهود مشبهة، وفيما يدعونه من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه، ولا تدخل في مذاهب المسلمين (57).
وأما ضحكه (ص) من قول اليهودي، فيحتمل الرضا والانكار. وأما قول الراوي تصديقا له فظن منه وحسبان. وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها، فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل، فيكون الأمر بخلاف ذلك. فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن، كثوران الدم، والصفرة لثوران خلط من مرار وغيره.
.