صحيح البخاري (ضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد (60) ورواه النسائي بلفظ (إن الله يعجب من رجلين) (61) فالحديث مروى بالمعنى.
قال الخطابي: الضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى، وإنما هذا مثل ضرب لهذا الصنيع الذي يحل محل الإعجاب عند البشر، فإذا رأوه أضحكهم، ومعناه: الإخبار عن رضى الله بفعل أحدهما وقبوله للآخر، ومجازاتهما على صنيعهما بالجنة، مع اختلاف حالهما، قال: وقد تأول البخاري الضحك في موضوع آخر على معنى الرحمة، وهو قريب، وتأويله على معنى الرضا أقرب، فإن الضحك يدل على الرضا والقبول، والكرام يوصفون عندما يسألهم السائل بالبشر وحسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله: يضحك الله أي يجزل العطاء وقد يكون معنى ذلك أن يعجب ملائكته ويضحكهم من صنيعهما وهذا يتخرج على المجاز، ومثله في الكلام يكثر اه.
وقال ابن الجوزي: أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا، ويمرونه كما جاء، وينبغي أن يراعى في مثل هذا الامرار، اعتقاد أنه لا يشبه صفات الله صفات الخلق، ومعنى الامرار عدم العلم بالمراد منه، مع اعتقاد التنزيه اه.
قال الحافظ: ويدل على أن المراد بالضحك الاقبال بالرضا، تعديته بإلى، تقول ضحك فلان إلى فلان إذا توجه إليه طلق الوجه، مظهرا الرضا عنه اه.
وذكر البيهقي في الأسماء والصفات بعض الأشعار التي جاء الضحك .