فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٣٧
إلا وقد أنذر الأعور الكذاب إلا أنه أعور، وأن ربكم عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر) (41) والحديث ليس فيه إثبات العينين لله، فمن أين أتى بها الهروي؟! إن كان فهم من قوله: إن ربكم ليس بأعور، أنه يستلزم أن يكون له عينان، فهذا غلط واضح، فان الصفات لله تعالى لا تثبت إلا بلفظ صريح في حديث صحيح. وقد جاء في القرآن إثبات العين لله مفردة كقوله تعالى (ولتصنع على عيني). ومجموعة كقوله سبحانه: (فإنك

(1 4) حديث صحيح رواه البخاري في التوحيد (انظر الفتح 3 1 / 389) ومسلم في الفتن برقم (101) ومن العجيب أن الهروي استنبط من الحديث بناء كل على أن الدجال أعور والأعور من الخلق من كانت إحدى عينيه سليمة والأخرى غير سليمة - أن الله تعالى له عينان أي جارحتان سليمتان، مع أن المراد من الحديث تنزيه الله عن أن يكون جسما كجسم الدجال تجوز عليه الآفات كالعور فتدبروا يا أولي الألباب في تجسيم هؤلاء، وتفكروا في موافقة الطابعين والمحققين الناصرين لتلك الكتب الناشرين لها بين أيدي العامة الذين يتختلون أن الله بصورة الآدمي فيصفونه بما يوصف الآدمي المعافى من الآفات وهم معرضون عن قوله تعالى (ليس كمثله شئ)، وإن مما يستغرب قول ابن القيم في الصواعق المرسلة أن الله تعالى وان لم يذكر إلا ساقا واحدة له في كتابه فلا يعني ذلك أنه ليس له ساقا أخرى انظر مختصر الصواعق (1 / 31 - 32) ثم يستنبط ابن القيم من قوله تعالى (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) على أن لله جنب، فيقول: إن الله تعالى وان لم يذكر في كتابه إلا صفة جنب واحد، فمن قال لك إنه ليس له جنب آخر؟! انظر مختصر الصواعق (1 / 33) فمن تأمل ما يهذي به هؤلاء حمد الله تعالى على العافية من هذه الوثنية العريقة، وهل يعول على كلام من يقول مثل هذا؟! بل هل يعتبر من العلماء من يقول مثل هذا؟!
* قال الحافظ ابن حجر في الفتح 13 / 390:
ولم أر في كلام أحد من الشراح في حمل هذا الحديث على معنى خطر لي فيه اثبات التنزيه، وحسم مادة التشبيه عنه وهو أن الإشارة إلى عينه (ص) إنما هي بالنسبة إلى عين الدجال فإنها كانت صحيحة مثل هذه ثم طرأ عليها العور لزيادة كذبه في دعوى الإلهية، وهو أنه كان صحيح العين مثل هذه فطرأ عليها النقص ولم يستطع دفع ذلك عن نفسه. اه‍.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67