تنقيح الفهوم العالية - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٥٧
المجازات الاستعارية، والدقائق البلاغية.
ومن تلك الآيات أيضا قوله تعالى: * (أأمنتم من في السماء) * ومعناها أأمنتم من شأنه عظيم، لان العرب إذا أرادت أن تعظم شيئا وصفته بالعلو فتقول: فلان اليوم في السماء، وفي المقارنة تقول: أين الثرى من الثريا، والثريا نجم عال في السماء.
فيكون معنى الآية أأمنتم من العظيم الجليل صاحب الرفعة والربوبية والبطش أن يخسف بكم الأرض (وتقدم استعمال العرب للفظ السماء على العلو المعنوي لا الحسي).
أو يكون المراد بقوله تعالى: * (من في السماء) * سيدنا جبريل أو أي ملك يرسله الله ليخسف أي قرية أو أي موضع من الأرض، كما أرسل الملك الذي خسف الأرض بقوم سيدنا لوط عليه السلام، والملائكة مسكنها السماء، بصريح أدلة كثيرة منها ما رواه البخاري (فتح 2 / 33) ومسلم (برقم 632) مرفوعا: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون:
تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون " هذا مع قول الله تعالى:
* (وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) * فالعربي يفهم من هذا أن مسكن الملائكة ومحلهم في السماء.
وأما الآيات التي فيها ذكر النزول كقوله تعالى: * (نزل به الروح الأمين) * الشعراء: 192 وقوله تعالى: * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) * فلا دلالة
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 باب الجواب عن النقطة الأولى: نص الحديث الذي فيه قصة الجارية بلفظ " أين الله " 5
3 اللفظ الأول: " أين الله " طرقه 9
4 اضطراب رواية معاوية بن الحكم بنفسها 11
5 عرض كلام المتناقض في ذلك وتفنيده 11
6 فصل في رواية حديث معاوية بن الحكم بلفظ " أتشهدين... " 14
7 طريق آخر مستقل 16
8 شواهد رواية أتشهدين 17
9 الرواية التي جاءت بلفظ " من ربك؟ " 18
10 تعريف الحديث المضطرب 19
11 تصريح بعض الحفاظ والأئمة باضطراب حديث الجارية 20
12 فصل: في تواتر طلب النبي (ص) لفظ الشهادة من الناس 24
13 بعض تخليطات الألباني المتناقض!! 26
14 عدم أخذ العلماء بظاهر " أين الله " 27
15 نصوص العلو تقابلها نصوص أخرى أيضا تثبت أن العلو معنوي لا حسي (آيات قرآنية) 30
16 أحاديث صحيحة أيضا تقابل الأحاديث التي تسميها المجسمة بأحاديث العلو 33
17 ملخص ما تقدم 37
18 تكملة رد كلمات المتناقض!! الألباني فيما يتعلق بالحديث وإبطال تعديه على الإمام المحدث الكوثري 38
19 فصل: المتمسلفون يستدلون لعقيدتهم بطبائع البقر والحمير والدجاج 46
20 فصل: في دحض احتجاج المتمسلفين بالفطرة وزعمهم بأنها من الأدلة الشرعية 49
21 فصل: في استعمال العرب لفظ العلو في العلو المعنوي 52
22 فصل: بيان معنى بعض الآيات التي يحتج بها المتمسلفون على إثبات العلو الحسي 54
23 فصل: في الكلام على حديث الإسراء والمعراج وأنه لا دليل لهم فيه 59
24 فصل: الكلام على الموضوع الثاني وهو بيان أن الله سبحانه وتعالى لا داخل العالم ولا خارجه 65
25 تنبيه: فيه تناقض المجسمة الألبانيين 69
26 فصل: مناقشة قضية لا داخل العالم ولا خارجه من جهة أخرى 71
27 فصل: نصوص أهل العلم التي يصرحون بها بما نقول 75
28 فصل: كل ما سوى الله مخلوق وليس هناك منطقة تسمى خارج العالم 77
29 رسمه تبين اعتقاد الألباني وإمامه الحراني وكيف يتخيلون الرب سبحانه وهي مأخوذة من كلامهما 78
30 بيان منطقة (المكان العدمي) 79
31 قاعدة مهمة: الأصل في الإضافات التي يسمونها بالصفات النفي لا الإثبات 85
32 فصل: المجسم هو من يقول الله جسم لا كالأجسام أو ما يقتضي منه التجسيم وإن لم يصرح به 93
33 مسألة مهمة: إبطال احتجاج المجسمة والملاحدة بالمشيئة 95
34 فصل: في إجابة بعض أسئلة الملحدين المبنية على التجسيم وإبطالها 101
35 تنبيه مهم 109
36 معنى قوله تعالى * (إن الله على كل شئ قدير) * 111
37 ملحق وهو الخاتمة 114