(تنبيه): إن ساحة أهل الحديث لم تكن مجدبة، فقد كان فيها السيد الحافظ أحمد الغماري والمحدث العلامة محمد زاهد الكوثري الذي يعترف الألباني بسعة اطلاعهما جدا وبمعرفتهما بعلم الحديث تمام المعرفة وخصوصا أن للسيد الحافظ أحمد بن الصديق كتب ومصنفات بهرت أولي الألباب من أصحاب الفن كتخريج (بداية المجتهد) الواقع في ثماني مجلدات، وكتاب (المداوي) مخطوط في ستة مجلدات، وقد تفنن فيه في علم العلل، ولدي منه نسخة مخطوطة، لو طبع كما تطبع كثير من الكتب اليوم لصار نحو أربعين مجلدا.
وله كتاب (وشي الاهاب) مستخرج على الشهاب بحجم (المداوي) أيضا وله من المصنفات ما يزيد على مائة وخمسين.
كما أن في الساحة أيضا من فرسان أهل الحديث وأئمتهم شيخنا أمام العصر المحدث المفيد عبد البله بن الصديق وشيخنا المحدث السيد عبد العزيز بن الصديق ومحدث الهند حبيب الرحمن الأعظمي، وجماعة أيضا من المشتغلين بعلم الحديث الشريف في الهند، والعلامة محمد حبيب الله الشنقيطي صاحب (زاد المسلم)، وكان قبله ابن التلاميذ التركزي ومن محفوظاته في غير علم الحديث كتاب القاموس المحيط في اللغة الذي يحوي نحو ثمانين ألف مادة، وكان الشيخ عمر حمدان المحرسي ومحمد فألح الظاهري وغيرهم كثير لا أود حصرهم في هذا الموضع وإنما أريد أن أثبت أن ساحة علم الحديث لم تكن قد أجدبت ولن تجدب.