شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٧
أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: فلا حول على الطاعة ولا قوة على ترك المعاصي إلا بالله، وقال قوم - وهم المجبرة: لا فعل من الافعال إلا وهو صادر من الله، وليس في اللفظ ما يدل ما ادعوا، وإنما فيه أنه لا اقتدار إلا بالله، وليس يلزم من نفى الاقتدار إلا بالله صدق قولنا: لا فعل من الافعال إلا وهو صادر عن الله، والأولى في تفسير هذه اللفظة أن تحمل على ظاهرها، وذلك أن الحول هو القوة، والقوة هي الحول كلاهما مترادفان، ولا ريب أن القدرة من الله تعالى، فهو الذي أقدر المؤمن على الايمان، والكافر على الكفر، ولا يلزم من ذلك مخالفة القول بالعدل لان القدرة ليست موجبة.
فإن قلت: فأي فائدة في ذكر ذلك وقد علم كل أحد أن الله تعالى خلق القدرة في جميع الحيوانات؟
قلت: المراد بذلك الرد على من أثبت صانعا غير الله، كالمجوس والثنوية، فإنهم قالوا بالهين: أحدهما يخلق قدره الخير، والاخر يخلق قدره الشر.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست