شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٣٣٨
فإن العلقة (1) تأخذ بهدوئها من الدم ما لا تأخذه البعوضة باضطرابها وفرط صياحها.
869 - أقوى ما يكون التصنع في أوائله، وأقوى ما يكون التطبع في أواخره.
870 - غاية المروءة أن يستحيى الانسان من نفسه، وذلك إنه ليس العلة في الحياء من الشيخ كبر سنه ولا بياض لحيته، وإنما علة الحياء منه عقله، فينبغي إن كان هذا الجوهر فينا أن نستحي منه ولا نحضره قبيحا.
871 - من ساس رعية حرم عليه السكر عقلا، لأنه قبيح أن يحتاج الحارس إلى من يحرسه.
872 - لا تبتاعن مملوكا قوى الشهوة، فإن له مولى غيرك، ولا غضوبا فإنه يؤذيك في استخدامك له، ولا قوى الرأي فإنه يستعمل الحيلة عليك، لكن اطلب من العبيد من كان قوى الجسم حسن الطاعة، شديد الحياء.
873 - لا تعادوا الدول المقبلة، وتشربوا قلوبكم بغضها، فتدبروا بإقبالها.
874 - الغريب كالفرس الذي زايل شربه، وفارق أرضه، فهو ذاو لا يتقد وذابل لا يثمر.
875 - السفر قطعة من العذاب، والرفيق السوء قطعة من النار.
876 - كل خلق من الأخلاق فإنه يكسد عند قوم من الناس، إلا الأمانة فإنها نافقة عند أصناف الناس يفضل بها من كانت فيه، حتى إن الآنية إذا لم تنشف

(1) العلقة: دويبة في الماء تمص الدم.
(٣٣٨)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست