(366) الأصل:
لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءا وأنت تجد لها في الخير محتملا (1).
الشرح:
هذه الكلمة يرويها كثير من الناس لعمر بن الخطاب، ويرويها بعضهم لأمير المؤمنين عليه السلام. وكان ثمامة يحدث بسؤدد يحيى بن خالد وابنه جعفر. ويقول:
إن الرشيد نكب علي بن عيسى بن ماهان (2) وألزمه مائة ألف دينار أدى منها خمسين ألفا، ويلح بالباقي، فأقسم الرشيد إن لم يؤد المال في بقية هذا اليوم وإلا قتله.
وكان علي بن عيسى عدوا للبرامكة مكاشفا، فلما علم إنه مقتول سأل أن يمكن من السعي إلى الناس يستنجدهم، ففسح له في ذلك، فمضى ومعه وكيل الرشيد وأعوانه إلى باب يحيى وجعفر، فأشبلا عليه (3) وصححا من صلب أموالهما خمسين ألف دينار في باقي نهار ذلك اليوم بديوان الرشيد باسم علي بن عيسى، واستخلصاه، فنقل بعض المتنصحين لهما إليهما: إن علي بن عيسى قال في آخر نهار ذلك اليوم متمثلا:
فما بقيا على تركتماني * ولكن خفتما صرد النبال (4)