شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٧٩
(367) الأصل:
إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله، ثم سل حاجتك، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضى إحداهما ويمنع الأخرى.
الشرح:
هذا الكلام على حسب الظاهر الذي يتعارفه الناس بينهم، وهو عليه السلام يسلك هذا المسلك كثيرا، ويخاطب الناس على قدر عقولهم، وأما باطن الامر فإن الله تعالى لا يصلى على النبي صلى الله عليه وآله لأجل دعائنا إياه أن يصلى عليه، لان معنى قولنا: اللهم صل على محمد، أي أكرمه، وأرفع درجته والله سبحانه قد قضى له بالإكرام التام ورفعة الدرجة من دون دعائنا، وإنما تعبدنا نحن بأن نصلي عليه لان لنا ثوابا في ذلك، لا لان إكرام الله تعالى له أمر يستعقبه ويستتبعه دعاؤنا.
وأيضا فأي غضاضة على الكريم إذا سئل حاجتين فقضى إحداهما دون الأخرى، إن كان عليه في ذلك غضاضة فعليه في رد الحاجة الواحدة غضاضة أيضا.
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383