[خطبة منسوبة للامام على خالية من حرف الألف] وأنا الان أذكر من كلامه الغريب ما لم يورده أبو عبيد وابن قتيبة في كلامهما وأشرحه أيضا، وهي خطبة رواها كثير من الناس له عليه السلام خاليه من حرف الألف، قالوا: تذاكر (١) قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: أي حروف الهجاء أدخل في الكلام؟ فأجمعوا على الألف، فقال علي عليه السلام:
حمدت من عظمت منته، وسبغت نعمته، وسبقت غضبه رحمته، وتمت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته، حمدته حمد مقر بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، متفرد بتوحيده، مؤمل منه مغفرة تنجيه، يوم يشغل عن فصيلته وبنيه.
ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه، وشهدت له شهود مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه، ولم يكن له ولى في صنعه، جل عن مشير ووزير، وعن عون معين ونصير ونظير.
علم فستر، وبطن فخبر، وملك فقهر، وعصى فغفر، وحكم فعدل، لم يزل ولن يزول، ﴿ليس كمثله شئ﴾ (2)، وهو بعد كل شئ رب متعزز بعزته، متمكن بقوته، متقدس بعلوه، متكبر بسموه، ليس يدركه بصر، ولم يحط به نظر، قوى منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم.
عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه.