شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٧٢
(362) الأصل:
وقيل له عليه السلام: لو سد على رجل باب بيت وترك فيه، من أين كان يأتيه رزقه؟ فقال عليه السلام:
من حيث يأتيه أجله.
الشرح:
ليس يعنى عليه السلام إن كل من يسد عليه باب بيت، فإنه لا بد أن يرزقه الله تعالى، لان العيان والمشاهدة تقتضي خلاف ذلك، وما رأينا من سد عليه باب بيت مدة طويلة فعاش، ولا ريب إن من شق أسطوانة وجعل فيها حيا ثم بنيت الأسطوانة عليه فإنه يموت مختنقا، ولا يأتيه رزقه ولا حياته، ولأن للحكماء إن يقولوا في الفرق بين الموضعين: إن أجله إنما يأتيه لان الاجل عدم الحياة، والحياة تعدم لعدم ما يوجبها، والذي يوجب استمرارها الغذاء، فلما انقطع الغذاء حضر الاجل، فهذا هو الوجه الذي يأتيه منه اجله، ولا سبيل إلى ذكر مثله في حضور الرزق لمن يسد عليه الباب.
فإذا معنى كلامه عليه السلام إن الله تعالى إذا علم فيمن يجعل في دار ويسد عليه بابها أن في بقاء حياته لطفا لبعض المكلفين فإنه يجب على الله تعالى أن يديم حياته، كما يشاء سبحانه، إما بغذاء يقيم به مادة حياته، أو
(٢٧٢)
مفاتيح البحث: الرزق (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383