(362) الأصل:
وقيل له عليه السلام: لو سد على رجل باب بيت وترك فيه، من أين كان يأتيه رزقه؟ فقال عليه السلام:
من حيث يأتيه أجله.
الشرح:
ليس يعنى عليه السلام إن كل من يسد عليه باب بيت، فإنه لا بد أن يرزقه الله تعالى، لان العيان والمشاهدة تقتضي خلاف ذلك، وما رأينا من سد عليه باب بيت مدة طويلة فعاش، ولا ريب إن من شق أسطوانة وجعل فيها حيا ثم بنيت الأسطوانة عليه فإنه يموت مختنقا، ولا يأتيه رزقه ولا حياته، ولأن للحكماء إن يقولوا في الفرق بين الموضعين: إن أجله إنما يأتيه لان الاجل عدم الحياة، والحياة تعدم لعدم ما يوجبها، والذي يوجب استمرارها الغذاء، فلما انقطع الغذاء حضر الاجل، فهذا هو الوجه الذي يأتيه منه اجله، ولا سبيل إلى ذكر مثله في حضور الرزق لمن يسد عليه الباب.
فإذا معنى كلامه عليه السلام إن الله تعالى إذا علم فيمن يجعل في دار ويسد عليه بابها أن في بقاء حياته لطفا لبعض المكلفين فإنه يجب على الله تعالى أن يديم حياته، كما يشاء سبحانه، إما بغذاء يقيم به مادة حياته، أو