شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ١٦١
(278) الأصل:
لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيرت أشياء.
الشرح:
لسنا نشك إنه كان يذهب في الأحكام الشرعية والقضايا إلى أشياء يخالف فيها أقوال الصحابة، نحو قطعه يد السارق من رؤوس الأصابع، وبيعه أمهات الأولاد، وغير ذلك، وإنما كان يمنعه من تغير أحكام من تقدمه اشتغاله بحرب البغاة والخوارج، وإلى ذلك يشير بالمداحض التي كان يؤمل استواء قدميه منها، ولهذا قال لقضاته:
(اقضوا كما كنتم تقضون حتى يكون للناس جماعة)، فلفظة (حتى) - هاهنا مؤذنة بأنه فسح لهم في اتباع عادتهم في القضايا والاحكام التي يعهدونها إلى أن يصير للناس جماعة، وما بعد (إلى) و (حتى) ينبغي أن يكون مخالفا لما قبلهما.
فأما أصحابنا فيقولون: إنه كان فيما يحاول أن يحكم بين الناس مجتهدا، ويجوز لغيره من المجتهدين مخالفته.
والامامية تقول: ما كان يحكم إلا عن نص وتوقيف، ولا يجوز لأحد من الناس مخالفته.
والقول في صحة ذلك وفساده فرع من فروع مسألة الإمامة (1).

(1) د: (الامامية).
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383