شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٧
قال: وفى الحديث المروى أن أبا سفيان مر على سلمان وصهيب وبلال في نفر من المسلمين فقالوا: ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها - وأبو سفيان يسمع قولهم - فقال لهم أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها! وأتى النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبره فقال: يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم! لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله، فأتاهم أبو بكر، فقال أبو بكر: يا إخوتاه، لعلى أغضبتكم! قالوا: لا يا أبا بكر، يغفر الله لك.
قال: وآخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينه وبين أبى الدرداء لما آخى بين المسلمين.
قال: ولسلمان فضائل جمة، وأخبار حسان، وتوفى في آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين، وقيل: توفى في أول سنة ست وثلاثين. وقال قوم: توفى في خلافة عمر، والأول أكثر.
وأما حديث إسلام سلمان فقد ذكره كثير من المحدثين (1) ورووه عنه، قال:
كنت ابن دهقان (2) قرية جي من أصبهان، وبلغ من حب أبى لي أن حبسني في البيت كما تحبس الجارية، فاجتهدت في المجوسية حتى صرت قطن (3) بيت النار، فأرسلني أبى يوما إلى ضيعة له، فمررت بكنيسة النصارى، فدخلت عليهم، فأعجبتني صلاتهم، فقلت: دين هؤلاء خير من ديني، فسألتهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام، فهربت من والدي حتى قدمت الشام، فدخلت على الأسقف (4) فجعلت أخدمه وأتعلم منه، حتى حضرته الوفاة، فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: قد هلك الناس وتركوا دينهم إلا رجلا بالموصل فالحق به، فلما قضى نحبه لحقت بذلك الرجل

(1) وقد ذكر خبر إسلامه أيضا ابن هشام، أورده في السيرة 1: 233 - 242.
(2) الدهقان: شيخ القرية في بلاد فارس.
(3) قطن النار: خادمها.
(4) الأسقف: من وظائف النصرانية، وهو فوق القسيس ودون المطران.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407