شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٦٩
(104) الأصل:
رب عالم قد قتله جهله، وعلمه معه لم ينفعه.
* * * الشرح:
قد وقع مثل هذا كثيرا، كما جرى لعبد الله بن المقفع، وفضله مشهور، وحكمته أشهر من أن تذكر، ولو لم يكن له إلا كتاب،، اليتيمة،، لكفى.
[محنة المقفع] واجتمع ابن المقفع بالخليل بن أحمد، وسمع كل منهما كلام الاخر، فسئل الخليل عنه فقال: وجدت علمه أكثر من عقله، وهكذا كان، فإنه كان مع حكمته متهورا، لا جرم تهوره قتله! كتب كتاب أمان لعبد الله بن علي عم المنصور ويوجد فيه خطه، فكان من جملته: ومتى غدر أمير المؤمنين بعمه عبد الله، أو أبطن غير ما أظهر أو تأول في شئ من شروط هذا الأمان فنساؤه طوالق، ودوابه حبس، وعبيده وإماؤه أحرار، والمسلمون في حل من بيعته. فاشتد ذلك على المنصور لما وقف عليه، وسأل: من الذي كتب له الأمان؟ فقيل له: عبد الله بن المقفع كاتب عميك عيسى وسليمان، ابني على بالبصرة، فكتب المنصور إلى عامله بالبصرة سفيان بن معاوية يأمره بقتله.
وقيل: بل قال: أما أحد يكفيني ابن المقفع! فكتب أبو الخصيب بها إلى
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407