شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٦
المختلطة عن مسلم، وكان كتب إليه يطلب منه أن يفرده بالشام، وأن يوليه العهد من بعده، وألا يكلفه الحضور عنده. وقرأ أبو عمرو: ﴿ادخلوا في السلم كافة﴾ (1)، وقال:
ليس المعنى بهذا الصلح، بل الاسلام والايمان لا غير، ومعنى " ضعفت قواها "، أي ليس لتلك الطلبات والدعاوى والشبهات التي تضمنها كتابك من القوة ما يقتضى أن يكون المتمسك به مسلما، لأنه كلام لا يقوله إلا من هو، إما كافر منافق أو فاسق، والكافر ليس بمسلم، والفاسق أيضا أو ليس بمسلم - على قول أصحابنا - ولا كافر.
ثم قال: " وأساطير لم يحكها منك علم ولا حلم "، الأساطير: الأباطيل، واحدها أسطورة بالضم وإسطارة بالكسر والألف. وحوك الكلام: صنعته ونظمه. والحلم:
العقل، يقول له: ما صدر هذا الكلام والهجر الفاسد عن عالم ولا عاقل.
ومن رواها " الدهاس " بالكسر فهو جمع دهس، ومن قرأها بالفتح فهو مفرد، يقول، هذا دهس ودهاس بالفتح، مثل لبث ولباث للمكان السهل الذي لا يبلغ أن يكون رملا، وليس هو بتراب ولا طين.
والديماس بالكسر: السرب المظلم تحت الأرض، وفى حديث المسيح: " إنه سبط الشعر، كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس "، يعنى في نضرته وكثرة ماء وجهه كأنه خرج من كن، لأنه قال في وصفه: كأن رأسه يقطر ماء، وكان للحجاج سجن اسمه الديماس لظلمته، وأصله من دمس الظلام يدمس أي اشتد، وليل دامس وداموس، أي مظلم: وجاءنا فلان بأمور دمس، أي مظلمة عظيمة، يقول له: أنت في كتابك هذا كالخائض في تلك الأرض الرخوة، وتقوم وتقع ولا تتخلص، وكالخابط في الليل المظلم يعثر وينهض ولا يهتدى الطريق.

(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407