شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٠٦
[محمد بن جعفر والمنصور] كان المنصور معجبا بمحادثة محمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس، وكان الناس لعظم قدرة عند المنصور يفزعون إليه في الشفاعات وقضاء الحاجات، فثقل ذلك على المنصور فحجبه مدة، ثم تتبعته نفسه، فحادث الربيع فيه، وقال: إنه لا صبر لي عنه لكني قد ذكرت شفاعاته، فقال الربيع: أنا أشترط ألا يعود فكلمه الربيع، فقال: نعم، فمكث أياما لا يشفع، ثم وقف له قوم من قريش وغيرهم برقاع وهو يريد دار المنصور، فسألوه أن يأخذ رقاعهم، فقص عليهم القصة، فضرعوا إليه وسألوه، فقال أما إذ أبيتم قبول العذر فإني لا أقبضها منكم، ولكن هلموا فاجعلوها في كمي، فقذفوها في كمه، ودخل على المنصور وهو في الخضراء يشرف على مدينة السلام وما حولها بين البساتين والضياع، فقال له: أما ترى إلى حسنها! قال: بلى يا أمير المؤمنين، فبارك الله لك فيما آتاك، وهناك بإتمام نعمته عليك فيما أعطاك! فما بنت العرب في دولة الاسلام، ولا العجم في سالف الأيام، أحصن ولا أحسن من مدينتك، ولكن سمجتها في عيني خصلة، قال: ما هي؟ قال: أو ليس لي فيها ضيعة، فضحك وقال: نحسنها في عينك، ثلاث ضياع قد أقطعتكها، فقال: أنت والله يا أمير المؤمنين شريف الموارد، كريم المصادر، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وجعلت الرقاع تبدر من كميه في أثناء كلامه وخطابه للمنصور، وهو يلتفت إليها ويقول: ارجعن خاسئات، ثم يعود إلى حديثه فقال المنصور: ما هذه بحقي عليك؟ ألا أعلمتني خبرها! فأعلمه فضحك فقال:
أبيت يا بن معلم الخير إلا كرما! ثم تمثل بقول عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب:
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407