(73) الأصل:
ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية: أما بعد، فإني على التردد في جوابك، والاستماع إلى كتابك، لموهن رأيي، ومخطئ فراستي، وإنك إذ تحاولني الأمور، وتراجعني السطور، كالمستثقل النائم تكذبه أحلامه، والمتحير القائم يبهظه مقامه، لا يدرى أله ما يأتي أم عليه، ولست به، غير أنه بك شبيه.
وأقسم بالله أنه لولا بعض الاستبقاء، لوصلت منى إليك قوارع تقرع العظم، وتنهس اللحم.
واعلم أن الشيطان قد ثبطك عن أن تراجع أحسن أمورك، وتأذن لمقال نصيحك، والسلام لأهله، * * * الشرح:
روى " نوازع " جمع نازعة، أي جاذبة قالعة، وروى " تهلس اللحم " و " تلهس " بتقديم اللام، وتهلس يكسر اللام: تذيبه حتى يصير كبدن به الهلاس، وهو السل، وأما تلهس فهو بمعنى تلحس، أبدلت الحاء هاء، وهو عن لحست كذا بلساني بالكسر، ألحسه، أي تأتى على اللحم حتى تلحسه لحسا، لان الشئ إنما يلحس إذا ذهب وبقى أثره، وأما " ينهس " وهي الرواية المشهورة، فمعناه يعترق.