شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٣
(١٠٦) الأصل:
نحن النمرقة الوسطى التي يلحق بها التالي، وإليها يرجع الغالي.
* * * الشرح:
النمرق والنمرقة بالضم فيهما: وساده صغيرة، ويجوز النمرقة بالكسر فيهما، ويقال للطنفسة فوق الرحل نمرقة. والمعنى أن كل فضيلة فإنها مجنحة بطرفين معدودين من الرذائل كما أوضحناه آنفا، والمراد أن آل محمد (عليه السلام) هم الامر المتوسط بين الطرفين المذمومين فكل من جاوزهم فالواجب أن يرجع إليهم، وكل من قصر عنهم فالواجب أن يلحق بهم.
فإن قلت: فلم استعار لفظ النمرقة لهذا المعنى؟
قلت: لما كانوا يقولون: قد ركب فلان من الامر منكرا وقد ارتكب الرأي الفلاني، وكانت الطنفسة فوق الرحل مما يركب، استعار لفظ النمرقة لما يراه الانسان مذهبا يرجع إليه ويكون كالراكب له، والجالس عليه، والمتورك فوقه.
ويجوز أيضا أن تكون لفظة " الوسطى " يراد بها الفضلى، يقال: هذه هي الطريقة الوسطى، والخليقة الوسطى، أي الفضلى، ومنه قوله تعالى: ﴿قال أوسطهم﴾ (١) أي أفضلهم، منه: ﴿جعلناكم أمة وسطا﴾ (2).

(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407