شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٦٢
(99) الأصل:
وقال (عليه السلام): وقد رئي عليه إزار خلق مرقوع، فقيل له في ذلك، فقال:
يخشع له القلب، وتذل به النفس ويقتدى به المؤمنون.
* * * الشرح:
قد تقدم القول في هذا الباب، وذكرنا أن الحكماء والعارفين فيه على قسمين:
منهم من آثر لبس الأدنى على، ومنهم من عكش الحال، وكان عمر بن الخطاب من أصحاب المذهب الأول، وكذلك أمير المؤمنين، وهو شعار عيسى بن مريم (عليه السلام)، كان يلبس الصوف وغليظ الثياب، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلبس النوعين جميعا، وأكثر لبسه كان الجيد من الثياب مثل أبراد اليمن، وما شاكل ذلك، وكانت ملحفته مورسة (1) حتى إنها لتردع (2) على جلده كما جاء في الحديث.
ورئى محمد بن الحنفية (عليه السلام) واقفا بعرفات على برذون أصفر، وعليه مطرف خز أصفر، وجاء فرقد السبخي (3) إلى الحسن وعلى الحسن مطرف خز، فجعل ينظر إليه وعلى فرقد ثياب صوف، فقال الحسن: ما بالك تنظر إلى وعلى ثياب أهل الجنة،

(1) مورسة، أي مصبوغة بالورس، وهو نبت أصفر يكون باليمن، تصبغ به الثياب.
(2) في اللسان عن ابن عباس: " لم ينه عن شئ من الأردية عن المزعفرة التي تردع على الجلد " قال: أي تنفض صبغها عليه، وثوب رديع، مصبوغ بالزعفران.
(3) ب: " السنجي "، والصواب ما أثبته، منسوب إلى السبخة، موضع بالبصرة، ذكره ياقوت، وذكر بنسبة فرقد إليه.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407