شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٥
(108) الأصل:
وقال (عليه السلام)، وقد توفى سهل بن حنيف الأنصاري بالكوفة بعد مرجعه من صفين معه، وكان من أحب الناس إليه:
لو أحبني جبل لتهافت.
قال الرضى رحمه الله تعالى: ومعنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه، فتسرع المصائب إليه، ولا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار، المصطفين الأخيار. وهذا مثل قوله (عليه السلام): " من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا " وقد يؤول ذلك على معنى آخر أو ليس هذا موضع ذكره.
* * * الشرح:
قد ثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال له: " لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق ".
وقد ثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن البلوى أسرع إلى المؤمن من الماء إلى الحدور ".
وفى حديث آخر: " المؤمن ملقى، والكافي موقى ".
وفي حديث آخر: " خيركم عند الله أعظمكم مصائب في نفسه وماله وولده ".
وهاتان المقدمتان يلزمهما نتيجة صادقة، وهي أنه (عليه السلام) لو أحبه جبل لتهافت.
ولعل هذا هو مراد الرضى بقوله: " وقد يؤول ذلك على معنى آخر أو ليس هذا موضع ذكره
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407