شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٧
وأما الأدب فقالت الحكماء: ما ورثت الاباء أبناءها كالأدب.
وأما التوفيق فمن لم يكن قائده ضل.
وأما العمل الصالح، فإنه أشرف التجارات، فقد قال الله تعالى: ﴿هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم﴾ (١).
ثم عد الأعمال الصالحة.
وأما الثواب فهو الربح الحقيقي، وأما ربح الدنيا فشبيه بحلم النائم.
وأما الوقوف عند الشبهات فهو حقيقة الورع، ولا ريب أن من يزهد في الحرام أفضل ممن يزهد في المباحات، كالمآكل اللذيذة، والملابس الناعمة، وقد وصف الله تعالى أرباب التفكر فقال: ﴿ويتفكرون في خلق السماوات والأرض﴾ (2). وقال:
(أولم ينظروا) ولا ريب أن العبادة بأداء الفرائض فوق العبادة بالنوافل. والحياء مخ الايمان، وكذلك الصبر والتواضع مصيدة الشرف، وذلك هو الحسب، وأشرف الأشياء العلم، لأنه خاصة الانسان، وبه يقع الفضل بينه وبين سائر الحيوان.
والمشورة من الحزم فإن عقل غيرك تستضيفه إلى عقلك. ومن كلام بعض الحكماء:
إذا استشارك عدوك في الامر فامحضه النصيحة في الرأي، فإنه إن عمل برأيك وانتفع ندم على إفراطه في مناواتك، وأفضت عداوته إلى المودة، وإن خالفك واستضر عرف قدر أمانتك بنصحه، وبلغت مناك في مكروهه.

(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407