وأما قوله: " أدخل فيما دخل فيه الناس وحاكم القوم "، فهي الحجة التي يحتج بها أصحابنا له في أنه لم يسلم قتله عثمان إلى معاوية، وهي حجة صحيحة، لان الامام يجب أن يطاع ثم يتحاكم إليه أولياء الدم والمتهمون، فإن حكم بالحق استديمت حكومته، وإلا فسق وبطلت [إمامته (1)].
قوله: " فأما تلك التي تريدها "، قيل أنه يريد (2) التعلق بهذه الشبهة، وهي قتلة عثمان، وقيل: أراد به ما كان معاوية يكرر طلبه من أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو أن يقره على الشام وحده، ولا يكلفه البيعة، قال: إن ذلك كمخادعة الصبي في أول فطامه عن اللبن بما تصنعه النساء له مما يكره إليه الثدي ويسليه عنه، ويرغبه في التعوض بغيره، وكتاب معاوية الذي ذكرناه لم يتضمن حديث الشام