فجعة، ولذاتها فانية وتبعاتها باقية، فاغتنم غفلة الزمان، وانتهز فرصة الامكان، وخذ من نفسك لنفسك، وتزود من يومك لغدك قبل نفاذ المدة، وزوال القدرة، فلكل امرئ من دنياه ما ينفعه على عمارة أخراه.
ومن كلامهم: من نكد الدنيا أنها لا تبقى على حالة، ولا تخلو من استحالة تصلح جانبا بإفساد جانب، وتسر صاحبا بمساءة صاحب فالسكون فيها خطر، والثقة إليها غرر، والالتجاء إليها محال، والاعتماد عليها ضلال.
ومن كلامهم: لا تبتهجن لنفسك بما أدركت من لذاتها الجسمانية، وابتهج لها بما تناله من لذاتها العقلية. ومن القول بالحق، والعمل بالحق، فإن اللذات الحسية خيال ينفد، والمعارف العقلية باقية بقاء الأبد،