شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٤٩
(32) الأصل:
فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه.
* * * الشرح:
قد نظمت أنا هذا اللفظ والمعنى فقلت في جملة أبيات لي:
خير البضائع للانسان مكرمة * تنمى وتزكو إذا بارت بضائعه فالخير خير وخير منه فاعله * والشر شر وشر منه صانعه.
فإن قلت: كيف يكون فاعل الخير خيرا من الخير، وفاعل الشر شرا من الشر، مع أن فاعل الخير إنما كان ممدوحا لأجل الخير، وفاعل الشر إنما كان مذموما لأجل الشر، فإذا كان الخير والشر هما سببا المدح والذم - وهما الأصل في ذلك - فكيف يكون فأعلاهما خيرا وشرا منهما؟
قلت: لان الخير والشر ليسا عبارة عن ذات حيه قادرة، وإنما هما فعلان، أو فعل وعدم فعل، أو عدمان، فلو قطع النظر عن الذات الحية القادرة التي يصدران عنها، لما انتفع أحد بهما ولا استضر، فالنفع والضرر إنما حصلا من الحي الموصوف بهما لا منهما على انفرادهما، فلذلك كان فاعل الخير خيرا من الخير، وفاعل الشر شرا من الشر.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407