شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٤٤
دخل عمر بن عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك وعنده أيوب ابنه - وهو يومئذ ولى عهده - قد عقد له من بعده، فجاء إنسان يطلب ميراثا من بعض نساء الخلفاء، فقال سليمان: ما إخال النساء يرثن في العقار شيئا، فقال عمر بن عبد العزيز: سبحان الله! وأين كتاب الله! فقال سليمان: يا غلام، اذهب فأتني بسجل عبد الملك الذي كتب في ذلك، فقال له عمر: لكأنك أرسلت إلى المصحف! فقال أيوب بن سليمان: والله ليوشكن الرجل يتكلم بمثل هذا عند أمير المؤمنين. فلا يشعر حتى يفارقه رأسه فقال عمر: إذا أفضى الامر إليك وإلى أمثالك كان ما يدخل على الاسلام أشد مما يخشى عليكم من هذا القول، ثم قام فخرج.
وروى إبراهيم بن هشام بن يحيى، قال حدثني أبي، عن جدي، قال كان عمر بن عبد العزيز ينهى سليمان بن عبد الملك عن قتل الحرورية، ويقول: ضمنهم الحبوس حتى يحدثوا توبة، فأتى سليمان بحروري مستقتل، وعنده عمر بن عبد العزيز، فقال سليمان للحروري: ماذا تقول؟ قال: ما أقول يا فاسق يا بن الفاسق! فقال سليمان لعمر: ما ترى يا أبا حفص؟ فسكت، فقال: أقسمت عليك لتخبرني ماذا ترى عليه! فقال: أرى أن تشتمه كما شتمك، وتشتم أباه كما شتم أباك، فقال سليمان: أو ليس إلا! قال: أو ليس إلا، فلم يرجع سليمان إلى قوله، وأمر بضرب عنق الحروري.
وروى ابن قتيبة في كتاب " عيون الأخبار " قال: بينما المنصور يطوف ليلا بالبيت سمع قائلا يقول: اللهم إليك أشكو ظهور البغي والفساد، وما يحول بين الحق وأهله من الطمع. فخرج المنصور فجلس ناحية من المسجد، وأرسل إلى الرجل يدعوه، فصلى ركعتين، واستلم الركن، وأقبل على المنصور فسلم عليه بالخلافة، فقال المنصور: ما الذي سمعتك تقوله من ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407