شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٤
يهرب من بيت إلى بيت آخر، فتلقاه على (عليه السلام) فضرب عنقه.
قال الواقدي: وأما هبار بن الأسود، فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر أن يحرقه بالنار، ثم قال: إنما يعذب بالنار رب النار، اقطعوا يديه ورجليه إن قدرتم عليه، ثم اقتلوه، وكان جرمه أن نخس زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما هاجرت، وضرب ظهرها بالرمح وهي حبلى، فأسقطت، فلم يقدر المسلمون عليه يوم الفتح، فلما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة طلع هبار بن الأسود قائلا:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فقبل النبي (صلى الله عليه وآله) إسلامه، فخرجت سلمى مولاة النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: لا أنعم الله بك عينا!
أنت الذي فعلت وفعلت! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهبار يعتذر إليه؟ إن الاسلام محا ذلك، ونهى عن التعرض له.
قال الواقدي: قال ابن عباس رضي الله عنه: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهبار يعتذر إليه وهو يطأطئ رأسه استحياء مما يعتذر هبار ويقول له: قد عفوت عنك. قال الواقدي: وأما ابن خطل فإنه خرج حتى دخل بين أستار الكعبة، فأخرجه أبو برزة الأسلمي منها، فضرب عنقه بين الركن والمقام - ويقال بل قتله عمار بن ياسر، وقيل: سعد بن حريث المخزومي، وقيل: شريك بن عبده العجلاني، والأثبت أنه أبو برزة - قال: وكان جرمه أنه أسلم وهاجر إلى المدينة وبعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ساعيا (1)، وبعث معه رجلا من خزاعة فقتله، وساق ما أخذ من مال الصدقة، ورجع إلى مكة، فقالت له قريش: ما جاء بك؟ قال: لم أجد دينا خيرا من دينكم، وكانت له قينتان إحداهما قريني، والأخرى قرينة - أو أرنب، وكان ابن خطل يقول

(1) ساعيا أي جابيا للزكاة.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407