شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٧
(صلى الله عليه وآله) مع نساء قريش متنكرة متنقبة لحدثها الذي كان في الاسلام، وما صنعت بحمزة حين جدعته وبقرت بطنه عن كبده، فهي تخاف أن يأخذها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحدثها ذلك، فلما دنت منه، وقال حين بايعنه على ألا يشركن بالله شيئا قلن:
نعم، قال: ولا يسرقن، فقالت هند: والله أنا كنت لأصيب من مال أبي سفيان الهنة والهنيهة فما أعلم أحلال ذلك أم لا! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأنك لهند!
قالت، نعم، أنا هند، و أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فاعف عما سلف عفا الله عنك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ولا يزنين، فقالت هند: وهل تزني الحرة! فقال: لا ولا يقتلن أولادهن، فقالت هند: قد لعمري ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا ببدر، فأنت وهم أعرف. فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى أسفرت نواجذه، قال: ولا يأتين ببهتان [يفترينه (1)]، فقالت هند: إن إتيان البهتان لقبيح، فقال: ولا يعصينك في معروف، فقالت ما جلسنا هذه الجلسة ونحن نريد أن نعصيك.
قال محمد بن إسحاق: ومن جيد شعر عبد الله بن الزبعرى الذي اعتذر به إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين قدم عليه:
منع الرقاد بلابل وهموم * فالليل ممتد الرواق بهيم (2) مما أتاني أن أحمد لامني * فيه، فبت كأنني محموم يا خير من حملت على أوصالها * عيرانة سرح اليدين سعوم

(1) من د.
(2) سيرة ابن هشام 4: 39. البلابل: الوساوس المختلطة. والبهيم: الذي لا ضياء فيه. وفى ابن هشام: " والليل معتلج الرواق ".
(3) العيرانة: الناقة إلى تشبه العير (حمار الوحش) في شدته ونشاطه. سرح اليدين: خفيفتهما.
وسعوم: سريعة، وفى ابن هشام: " غشوم ".
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407