شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١١
يسار - وليس معه غيره: ويحك! انظر من ترى! فقال: هذا عمير بن وهب، قال صفوان: ما أصنع بعمير؟ والله ما جاء إلا يريد قتلى، قد ظاهر محمدا على، فلحقه، فقال صفوان: يا عمير، مالك؟ ما كفاك ما صنعت، حملتني دينك وعيالك، ثم جئت تريد قتلى! فقال: يا أبا وهب، جعلت فداك! جئتك من عند خير الناس، وأبر الناس وأوصل الناس، وقد كان عمير قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، سيد قومي صفوان بن أمية خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر، خاف ألا تؤمنه، فأمنه فداك أبي وأمي! فقال: قد أمنته، فخرج في أثره، فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أمنك صفوان: لا والله حتى تأتيني بعلامة أعرفها، فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره وقال: يا رسول الله، جئته وهو يريد أن يقتل نفسه فقال:
لا أرجع إلا بعلامة أعرفها، فقال: خذ عمامتي، فرجع عمير إليه بعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي البرد الذي دخل فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة معتجرا به، برد حبرة أحمر - فخرج عمير في طلبه الثانية (1) حتى جاءه بالبرد فقال: يا أبا وهب، جئتك من عند خير الناس وأوصل الناس وأبر الناس وأحلم الناس، مجده مجدك، وعزه عزك، وملكه ملكك، ابن أبيك وأمك، أذكرك الله في نفسك، فقال: أخاف أن أقتل، قال: فإنه دعاك إلى الاسلام فإن رضيت وإلا سيرك شهرين فهو أوفى الناس وأبرهم، وقد بعث إليك ببرده الذي دخل به معتجرا، أتعرفه؟ قال: نعم، فأخرجه، فقال: نعم هو هو، فرجع صفوان حتى انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجده يصلى العصر بالناس، فقال: كم يصلون؟ قالوا: خمس صلوات في اليوم والليلة قال: أمحمد يصلى بهم؟ قالوا: نعم فلما سلم من صلاته صاح صفوان: يا محمد، إن عمير

(1) ا، ب: " ثابته "، وأثبت ما في د .
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407