يسار - وليس معه غيره: ويحك! انظر من ترى! فقال: هذا عمير بن وهب، قال صفوان: ما أصنع بعمير؟ والله ما جاء إلا يريد قتلى، قد ظاهر محمدا على، فلحقه، فقال صفوان: يا عمير، مالك؟ ما كفاك ما صنعت، حملتني دينك وعيالك، ثم جئت تريد قتلى! فقال: يا أبا وهب، جعلت فداك! جئتك من عند خير الناس، وأبر الناس وأوصل الناس، وقد كان عمير قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، سيد قومي صفوان بن أمية خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر، خاف ألا تؤمنه، فأمنه فداك أبي وأمي! فقال: قد أمنته، فخرج في أثره، فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أمنك صفوان: لا والله حتى تأتيني بعلامة أعرفها، فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره وقال: يا رسول الله، جئته وهو يريد أن يقتل نفسه فقال:
لا أرجع إلا بعلامة أعرفها، فقال: خذ عمامتي، فرجع عمير إليه بعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي البرد الذي دخل فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة معتجرا به، برد حبرة أحمر - فخرج عمير في طلبه الثانية (1) حتى جاءه بالبرد فقال: يا أبا وهب، جئتك من عند خير الناس وأوصل الناس وأبر الناس وأحلم الناس، مجده مجدك، وعزه عزك، وملكه ملكك، ابن أبيك وأمك، أذكرك الله في نفسك، فقال: أخاف أن أقتل، قال: فإنه دعاك إلى الاسلام فإن رضيت وإلا سيرك شهرين فهو أوفى الناس وأبرهم، وقد بعث إليك ببرده الذي دخل به معتجرا، أتعرفه؟ قال: نعم، فأخرجه، فقال: نعم هو هو، فرجع صفوان حتى انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجده يصلى العصر بالناس، فقال: كم يصلون؟ قالوا: خمس صلوات في اليوم والليلة قال: أمحمد يصلى بهم؟ قالوا: نعم فلما سلم من صلاته صاح صفوان: يا محمد، إن عمير