شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٣
آخذا بيد عبد الله بن سعد واقفين بين يديه، فقال عثمان: يا رسول الله، هذا أخي من الرضاعة، أن أمة كانت تحملني وتمشيه وترضعني وتفطمه وتلطفني وتتركه، فهبه لي.
فأعرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه، وجعل عثمان كلما أعرض رسول الله عنه استقبله بوجهه، وأعاد عليه هذا الكلام، وإنما أعرض (عليه السلام) عنه إرادة لان يقوم رجل فيضرب عنقه، فلما رأى ألا يقوم أحد وعثمان قد انكب عليه يقبل رأسه ويقول:
يا رسول الله، بايعه فداك أبي وأمي على الاسلام! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
نعم، فبايعه.
قال الواقدي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك للمسلمين: ما منعكم أن يقوم منكم واحد إلى هذا الكلب فيقتله - أو قال: الفاسق! فقال عباد بن بشر: والذي بعثك بالحق، إني لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى فأضرب عنقه. ويقال:
إن أبا البشير هو الذي قال هذا، ويقال: بل قاله عمر بن الخطاب، فقال (عليه السلام): إني لا أقتل بالإشارة، وقيل: إنه قال: إن النبي لا يكون له خائنة الأعين.
قال الواقدي: فجعل عبد الله بن سعد يفر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلما رآه، فقال له عثمان: بأبي أنت وأمي! لو ترى ابن أم عبد يفر منك كلما رآك! فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أو لم أبايعه وأؤمنه؟ قال: بلى، ولكنه يتذكر عظم جرمه في الاسلام، فقال إن الاسلام يجب ما قبله.
قال الواقدي: وأما الحويرث بن معبد - وهو من ولد قصي بن كلاب - فإنه كان يؤذى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة، فأهدر دمه، فبينما هو في منزله يوم الفتح وقد أغلق عليه بابه جاء على (عليه السلام) يسأل عنه، فقيل له: هو في البادية، وأخبر الحويرث أنه جاء يطلبه وتنحى على (عليه السلام) عن بابه فخرج الحويرث يريد أن
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407