شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٦
قال الواقدي: فأما سارة مولاة بني هاشم - وكانت مغنية نواحة بمكة، وكانت، قد قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة تطلب أن يصلها، وشكت إليه الحاجة وذلك بعد بدر وأحد - فقال لها: أما كان لك في غنائك ونياحك ما يغنيك! قالت:
يا محمد، إن قريشا منذ قتل من قتل منهم ببدر تركوا استماع الغناء، فوصلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأوقر لها بعيرا طعاما، فرجعت إلى قريش وهي على دينها، وكانت يلقى عليها هجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتغني به، فامر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الفتح أن تقتل، فقتلت، وأما قينتا ابن خطل فقتل يوم الفتح إحداهما، وهي أرنب أو قرينة، وأما قريني فاستؤمن لها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأمنها وعاشت حتى ماتت في أيام عثمان.
قال الواقدي: وقد روى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بقتل وحشي يوم الفتح، فهرب إلى الطائف، فلم يزل بها مقيما حتى قدم مع وفد الطائف على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدخل عليه فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال: أوحشي؟ قال: نعم، قال: اجلس وحدثني كيف قتلت حمزه؟ فلما أخبره قال:
قم وغيب عنى وجهك، فكان إذا رآه توارى عنه.
قال الواقدي: وحدثني ابن أبي ذئب ومعمر عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي عمرو بن عدي بن أبي الحمراء، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بعد فراغه من أمر الفتح وهو يريد الخروج من مكة:
أما والله إنك لخير أرض الله، وأحب بلاد الله إلى، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت.
* * * وزاد محمد بن إسحاق في كتاب " المغازي " أن هند بنت عتبة جاءت إلى رسول الله
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407