شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٠
أنت فعلت؟ قالت: نعم أنا كلمته، فأمنك، فرجع معها، فقالت: ما لقيت من غلامك الرومي! وأخبرته خبره، فقتله عكرمة، فلما دنا من مكة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا، فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذى الحي. ولا يبلغ الميت. فلما وصل عكرمة ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وثب إليه (صلى الله عليه وسلم) وليس عليه رداء فرحا به، ثم جلس فوق عكرمة بين يديه ومعه زوجته منقبة، فقال: يا محمد، إن هذه أخبرتني أنك أمنتني، فقال: صدقت، أنت آمن، فقال عكرمة: فإلام تدعو؟ فقال: إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأنى رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة.. وعد خصال الاسلام، فقال عكرمة:
ما دعوت إلا إلى حق، وإلى حسن جميل، ولقد كنت فينا من قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه، وأنت أصدقنا حديثا، وأعظمنا برا. ثم قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وإنك رسول الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تسألني اليوم شيئا أعطيه أحدا إلا أعطيتكه، قال: فإني أسألك أن تغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مسير أوضعت فيه، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك، أو أنت غائب عنه. فقال:
اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى يريد بذلك إطفاء نورك، واغفر له ما نال منى ومن عرضي، في وجهي أو أنا غائب عنه. فقال عكرمة:
رضيت بذلك يا رسول الله، ثم قال: أما والله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الاسلام وفى سبيل الله، ولأجتهدن في القتال بين يديك حتى أقتل شهيدا، قال: فرد عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) امرأته بذلك النكاح الأول.
قال الواقدي: وأما صفوان بن أمية فهرب حتى أتى الشعبة، وجعل يقول لغلامه
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407