أو يدخل على منزلي فأقتل قال: فأنا أبلغ معك منزلك، فبلغ معه منزله، ثم جعل ينادى على بابه: إن حويطبا آمن فلا يهيج. ثم انصرف إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره فقال: أو أو ليس قد أمنا الناس كلهم إلا من أمرت بقتله!
قال الواقدي: وهرب عكرمة بن أبي جهل إلى اليمن حتى ركب البحر، قال:
وجاءت زوجته أم حكيم بنت الحارث بن هشام إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في نسوة منهن هند بنت عتبة - وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بقتلها - والبغوم (1) بنت المعدل الكنانية امرأة صفوان بن أمية، وفاطمة بنت الوليد بن المغيرة امرأة الحارث بن هشام، وهند بنت عتبة بن الحجاج أم عبد الله بن عمرو بن العاص، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بالأبطح فأسلمن، ولما دخلن عليه دخلن وعنده زوجتاه وابنته فاطمة ونساء من نساء بنى عبد المطلب وسألن أن يبايعهن، فقال: إني لا أصافح النساء - ويقال:
إنه وضع على يده ثوبا فمسحن عليه، ويقال: كان يؤتى بقدح من ماء فيدخل يده فيه ثم يرفعه إليهن، فيدخلن أيديهن فيه - فقالت أم حكيم امرأة عكرمة: يا رسول الله، إن عكرمة هرب منك إلى اليمن، خاف أن تقتله، فأمنه، فقال: هو آمن. فخرجت أم حكيم في طلبه، ومعها غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت به على حي، فاستغاثت بهم عليه، فأوثقوه رباطا، وأدركت عكرمة وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة، فركب البحر، فهاج بهم، فجعل نؤتى السفينة يقول له: أن أخلص، قال: أي شئ أقول؟ قال: قل لا إله إلا الله، قال عكرمة ما هربت إلا من هذا، فجاءت أم حكيم على هذا من الامر، فجعلت تلح عليه وتقول: يا بن عم، جئتك من عند خير الناس، وأوصل الناس، وأبر الناس، لا تهلك نفسك، فوقف لها حتى أدركته، فقالت: إني قد استأمنت لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأمنك، قال: