فأما أنا فإن الاخبار عندي متعارضة يدل بعضها على أن دعوى الإرث متأخرة ويدل بعضها على أنها متقدمة. وأنا في هذا الموضع متوقف.
وما ذكره المرتضى من أن الحال تقتضي أن تكون البداية بدعوى النحل فصحيح وأما إخفاء القبر وكتمان الموت وعدم الصلاة وكل ما ذكره المرتضى فيه فهو الذي يظهر ويقوى عندي لان الروايات به أكثر وأصح من غيرها وكذلك القول في موجدتها وغضبها فأما المنقول عن رجال أهل البيت فإنه يختلف فتارة وتارة وعلى كل حال فميل أهل البيت إلى ما فيه نصرة أبيهم وبيتهم.
وقد أخل قاضي القضاة بلفظة حكاها عن الشيعة فلم يتكلم عليها وهي لفظة جيدة.
قال: قد كان الأجمل أن يمنعهم التكرم مما ارتكبا منها فضلا عن الدين. وهذا الكلام لا جواب عنه ولقد كان التكرم ورعاية حق رسول الله صلى الله عليه وآله وحفظ عهده يقتضى أن تعوض ابنته بشئ يرضيها إن لم يستنزل المسلمون عن فدك وتسلم إليها تطيبا لقلبها. وقد يسوغ للامام أن يفعل ذلك من غير مشاورة المسلمين إذا رأى المصلحة فيه وقد بعد العهد الان بيننا وبينهم ولا نعلم حقيقة ما كان وإلى الله نرجع الأمور.
* * * الأصل: ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة - ولعل بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع - أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى أو أكون كما قال القائل:
وحسبك عارا أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن إلى القد