شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٢٠
استقر عليه رأى المتأخرين من أصحابنا أن عليا أرفع المسلمين كافة عند الله تعالى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من الذكور والإناث، وفاطمة امرأة من المسلمين، وإن كانت سيدة نساء العالمين، ويدل على ذلك أنه قد ثبت أنه أحب الخلق إلى الله تعالى بحديث الطائر، وفاطمة من الخلق، وأحب الخلق إليه سبحانه أعظمهم ثوابا يوم القيامة، على ما فسره المحققون من أهل الكلام، وإن أريد بالأفضل الأشرف نسبا، ففاطمة أفضل لان أباها سيد ولد آدم من الأولين والآخرين، فليس في آباء علي عليه السلام مثله ولا مقارنه، وإن أريد بالأفضل من كان رسول الله صلى الله عليه وآله أشد عليه حنوا وأمس به رحما، ففاطمة أفضل، لأنها ابنته، وكان شديد الحب لها والحنو عليها جدا، وهي أقرب إليه نسبا من ابن العم، لا شبهه في ذلك.
فاما القول في أن عليا شرف بها أو شرفت به، فإن عليا عليه السلام كانت أسباب شرفه وتميزه على الناس متنوعة، فمنها ما هو متعلق بفاطمة عليها السلام، ومنها ما هو متعلق بأبيها صلوات الله عليه، ومنها ما هو مستقل بنفسه.
فأما الذي هو مستقل بنفسه، فنحو شجاعته وعفته وحلمه وقناعته وسجاحة أخلاقه وسماحة نفسه. وأما الذي هو متعلق برسول الله صلى الله عليه وآله فنحو علمه ودينه وزهده وعبادته، وسبقه إلى الاسلام وإخباره بالغيوب.
وأما الذي يتعلق بفاطمة عليها السلام فنكاحه لها، حتى صار بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله الصهر المضاف إلى النسب والسبب، وحتى إن ذريته منها صارت ذرية لرسول الله صلى الله عليه وآله، وأجزاء من ذاته عليه السلام، وذلك لان الولد أنما يكون من مني الرجل ودم المرأة، وهما جزآن من ذاتي الأب والام، ثم هكذا أبدا في ولد الولد ومن بعده من البطون دائما. فهذا هو القول في شرف علي عليه السلام بفاطمة.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268