شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٧٠
كقوله: (أشركتك في أمانتي، وجعلتك بطانتي وشعاري، وأنه لم يكن في أهلي رجل أوثق منك)، وقوله: (على ابن عمك قد كلب)، ثم قال ثانيا: (قلبت لابن عمك ظهر المجن) ثم قال ثالثا: (ولابن عمك آسيت)، وقوله: (لا أبا لغيرك)، وهذه كلمة لا تقال إلا لمثله، فأما غيره من أفناء الناس، فإن عليا عليه السلام كان يقول: لا أبا لك.
وقوله: (أيها المعدود كان عندنا من أولى الألباب). وقوله: (لو أن الحسن والحسين ع)، وهذا يدل على أن المكتوب إليه هذا الكتاب قريب من أن يجرى مجراهما عنده.
وقد روى أرباب هذا القول أن عبد الله بن عباس كتب إلى علي عليه السلام جوابا من هذا الكتاب، قالوا: وكان جوابه:
أما بعد، فقد أتاني كتابك تعظم على ما أصبت من بيت مال البصرة ولعمري إن حقي في بيت المال أكثر مما أخذت، والسلام:
قالوا: فكتب إليه علي عليه السلام: أما بعد، فإن من العجب ان تزين لك نفسك أن لك في بيت مال المسلمين من الحق أكثر مما لرجل واحد من المسلمين، فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل، وادعاؤك ما لا يكون ينجيك من المأثم، ويحل لك المحرم، إنك لأنت المهتدي السعيد إذا! وقد بلغني أنك أتخذت مكة وطنا، وضربت بها عطنا. تشترى بها مولدات مكة والمدينة والطائف، تختارهن على عينك، وتعطى فيهن مال غيرك، فارجع هداك الله إلى رشدك وتب إلى الله، ربك واخرج إلى المسلمين من أموالهم، فعما قليل تفارق من ألفت وتترك ما جمعت، وتغيب في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد فارقت الأحباب، وسكنت التراب، وواجهت الحساب، غنيا عما خلفت، فقيرا إلى ما قدمت، والسلام.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268