شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٢٣
رسول الله صلى الله عليه وآله أن يحلف بالله: فما حلفت به ذاكرا، ولا آثرا، ولا حاكيا.
وكان يقال: من مازح استخف به، ومن كثر ضحكه قلت هيبته.
فأما مشاورة النساء فإنه من فعل عجزة الرجال، قال الفضل بن الربيع أيام الحرب بين الأمين والمأمون في كلام يذكر فيه الأمين ويصفه بالعجز: ينام نوم الظربان، وينتبه انتباهة الذئب، همه بطنه ولذته فرجه، لا يفكر في زوال نعمة، ولا يروى في إمضاء رأى ولا مكيدة، قد شمر له عبد الله عن ساقه، وفوق له أشد سهامه، يرميه على بعد الدار بالحتف النافذ، والموت القاصد، قد عبى له المنايا على متون الخيل وناط له البلايا بأسنة الرماح، وشفار السيوف، فكأنه هو قال هذا الشعر ووصف به نفسه وأخاه:
يقارع أتراك ابن خاقان ليله * إلى أن يرى الاصباح لا يتلعثم فيصبح من طول الطراد وجسمه * نحيل وأضحى في النعيم أصمم وهمي كأس من عقار وقينة * وهمته درع ورمح ومخذم فشتان ما بيني وبين ابن خالد * أمية في الرزق الذي الله يقسم.
ونحن معه نجري إلى غاية إن قصرنا عنها ذممنا، وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا، وإنما نحن شعب من أصل، إن قوى قوينا، إن ضعف ضعفنا، إن هذا الرجل قد ألقى بيده إلقاء الأمة الوكعاء، يشاور النساء، ويعتزم على الرؤيا، قد أمكن أهل الخسارة واللهو من سمعه، فهم يمنونه الظفر، ويعدونه عقب الأيام، والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان الرمل.
* * * قوله عليه السلام: (فإن رأيهن إلى أفن) الأفن بالسكون: النقص والمتأفن:
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268