شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٢
قال أبو جعفر: وروى ابن عباس، قال: دخل الحسن بن علي عليه السلام على معاوية بعد عام الجماعة وهو جالس في مجلس ضيق، فجلس عند رجليه، فتحدث معاوية بما شاء أن يتحدث، ثم قال: عجبا لعائشة! تزعم أنى في غير ما أنا أهله. وأن الذي أصبحت فيه ليس لي بحق، ما لها ولهذا! يغفر الله لها، إنما كان ينازعني في هذا الامر أبو هذا الجالس، وقد استأثر الله به، فقال الحسن: أ وعجب ذلك يا معاوية! قال: أي والله، قال: أ فلا أخبرك بما هو أعجب من هذا؟ قال: ما هو؟ قال: جلوسك في صدر المجلس وأنا عند رجليك، فضحك معاوية، وقال: يا بن أخي، بلغني أن عليك دينا، قال: إن لعلي دينا، قال: كم هو؟ قال: مائة ألف، فقال: قد أمرنا لك بثلاثمائة ألف، مائة منها لدينك، ومائة تقسمها في أهل بيتك، ومائة لخاصة نفسك، فقم مكرما، واقبض صلتك. فلما خرج الحسن عليه السلام، قال يزيد بن معاوية لأبيه: تالله ما رأيت رجلا استقبلك بما استقبلك به، ثم أمرت له بثلاثمائة ألف! قال: يا بني، إن الحق حقهم، فمن أتاك منهم فاحث له.
وروى أبو جعفر محمد بن حبيب، قال: قال علي عليه السلام: لقد تزوج الحسن وطلق حتى خفت أن يثير عداوة، قال أبو جعفر: وكان الحسن إذا أراد أن يطلق امرأة جلس إليها، فقال: أ يسرك أن أهب لك كذا وكذا؟ فتقول له ما شئت، أو نعم، فيقول:
هو لك، فإذا قام أرسل إليها بالطلاق، وبما سمى لها.
وروى أبو الحسن المدائني، قال تزوج الحسن بن علي عليه السلام هندا بنت سهيل ابن عمرو - وكانت عند عبد الله بن عامر بن كريز، فطلقها - فكتب معاوية إلى أبي هريرة أن يخطبها على يزيد بن معاوية، فلقيه الحسن عليه السلام، فقال: أين تريد؟ قال:
أخطب هندا بنت سهيل بن عمرو على يزيد بن معاوية، قال الحسن عليه السلام:
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268