قوله عليه السلام " شدخا "، الشدخ: كسر الشئ الأجوف، شدخت رأسه فانشدخ، وهؤلاء الثلاثة: حنظلة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة، وأبوه عتبة بن ربيعة، فحنظلة أخوه، والوليد خاله، وعتبة جده، وقد تقدم ذكر قتله إياهم في غزاة بدر.
والثائر: طالب الثأر. وقوله: " قد علمت حيث وقع دم عثمان فاطلبه من هناك "، يريد به إن كنت تطلب ثأرك من عند من أجلب وحاصر، فالذي فعل ذلك طلحة والزبير، فاطلب ثأرك من بني تيم ومن بني أسد بن عبد العزى، وإن كنت تطلبه ممن خذل، فاطلبه من نفسك فإنك خذلته، وكنت قادرا على أن ترفده (1) وتمده بالرجال، فخذلته وقعدت عنه بعد أن استنجدك واستغاث بك.
وتضج: تصوت. والجاحدة: المنكرة، والحائدة: العادلة عن الحق.
واعلم أن قوله: " وكأني بجماعتك يدعونني جزعا من السيف إلى كتاب الله تعالى "، إما أن يكون فراسة نبوية صادقة، وهذا عظيم، وإما أن يكون إخبارا عن غيب مفصل، وهو أعظم وأعجب، وعلى كلا الامرين فهو غاية العجب. وقد رأيت له ذكر هذا المعنى في كتاب غير هذا، وهو: إما بعد، فما أعجب ما يأتيني منك، وما أعلمني بمنزلتك التي أنت إليها صائر، ونحوها سائر، وليس إبطائي عنك إلا لوقت أنا به مصدق، وأنت به مكذب، وكأني أراك وأنت تضج من الحرب، وإخوانك يدعونني خوفا من السيف إلى كتاب هم به كافرون، وله جاحدون.
* * * ووقفت له عليه السلام على كتاب آخر إلى معاوية يذكر فيه هذا المعنى، أوله:
أما بعد، فطالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشيطان الحق أساطير، ونبذتموه وراء